انوار المهدي Admin
عدد الرسائل : 130 تاريخ التسجيل : 25/09/2008
| موضوع: رحلة في جرح الحسين الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 4:18 pm | |
| رحلة في جرح الحسين
للشاعر : جاسم الصحيح
حمـلـتُ جـنـازةَ عـقـلـي مـعــي **** وجِئْـتُـكَ فــي عـاشــقٍ لا يـعــي أحـسُّـكَ مـيـزانَ مـــا أدَّعـيــهِ **** إذا كــان فــي الله مــا أدَّعــي أقـيـسُ بِحُـبِّـكَ حـجــمَ اليـقـيـنِ **** فـحُـبُّـكَ فـيـمـا أرى مـرجـعــي خلـعـتُ الأساطـيـرَ عـنِّـي ســـوى **** أساطـيـرِ عـشـقِـكَ لـــم أخـلــعِ وغصـتُ بِجرحـكَ حـيـث الشـمـوسُ ****تـهـرولُ فــي ذلـــك المـطـلـعِ وحيـث (المثـلَّـثُ) شــقَّ الطـريـقَ **** أمـامـي إلــى الـعـالَـمِ الأرفـــعِ وعلَّمَـنـي أن عـشـقَ (الحـسـيـنِ)- **** انكـشـافٌ عـلـى شـفـرةِ المبـضـعِ فعَرَّيْـتُ روحـي أمــام السـيـوفِ- **** الـتـي التَهَمَـتْـكَ ولـــم تـشـبـعِ وآمـنـتُ بالعـشـقِ نـبـعَ الجـنـونِ **** فقـد بَـرِئَ العـشـقُ مِـمَّـنْ يَـعـي وجئـتُـكَ فــي نـشـوةِ الـلاَّعـقـولِ **** أجــرُّ جـنـازةَ عـقـلـي مـعــي ! أتيـتُـكَ أفـتـلُ حـبـلَ الـســؤالِِ: **** متـى ضَمَّـك العشـقُ فـي أضلعـي ؟ عَرَفْتُـكَ فـي (الطَّلـقِ) جسـرَ العبـورِ **** مــن الـرَّحْـمِ للـعـالَـمِ الأوســـعِ ووَالِـدَتـي بِــكَ تـحـدو المـخـاضَ **** على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما **** يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ.. لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ **** على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي **** تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ و قبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ.. **** تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً **** بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ **** على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ وما كنتُ أبكيكَ لو لم تَكُنْ **** دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ **** يكبرُ عبر الليالي معي و لم يبقَ في حجمِ ذاك البكاءِ **** مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ) **** جحيماً من الأَلمَِ المُتْرَعِ هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ) **** و تَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ كأنّكَ يومَ أردتَ الخروجَ **** عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي و يومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ **** سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي و يومَ تَوَزَّعْتَ بين الرماحِ **** جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ فيا حادياً دورانَ الإباءِ **** على محورِ العالَمِ الطيِّعِ
كفـرتُ بكـلِّ الجـذورِ التـي **** أصابَتْـكَ رِيًّـا ولـم تُـفْـرِعِ أَ لَسْـتَ أبـا المنجبيـنَ الأُبـاةِ **** إذا انْتَسَـبَ العُـقْـمُ للخُـنَّـعِ ! وذكراكَ فـي نُطَـفِ الثائريـنَ **** تهـزُّ الفحولـةَ فـي المضجـعِ تُطِلُّ على خاطـري (كربـلاءُ) **** فتختصرُ الكـونَ فـي موضـعِ هنا حينمـا انتفـضَ الأُقحـوانُ **** و ثـار علـى التُربـةِ البلقـعِ هنا كنتَ أنـتَ تمـطُّ الجهـاتِ **** و تنمـو بأبعـادِهـا الأربــعِ و تحنو على النهرِ.. نهرِ الحياةِ.. **** يُحاصـرُهُ ألــفُ مستنـقـعِ وحيـن تناثـرَ عِقْـدُ الـرِّفـاقِ **** فــداءً لـدُرَّتِـهِ الأنـصــعِ هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيـرِ) **** و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّـرَّعِ فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَ(الحسيـنِ) **** يخـطُّ الحيـاةَ بـلا إصـبـعِ! و لا عاشقـاً كَ(أبـي فاضـلٍ) **** يجيـدُ العـنـاقَ بــلا أذرعِ! و لا بطـلاً مثلمـا (عـابـسٍ) **** يهـشُّ إذا سـارَ للمـصـرعِ! هنـا العبقريَّـةُ تلقـي العنـانَ **** وتهبـط مـن برجِهـا الأرفـعِ وينهارُ قصرُ الخيـالِ المهيـبُ **** علـى حيـرةِ الشاعـرِ المبـدعِ ذكرتُكَ فانسـابَ جيـدُ الكـلامِ **** علـى جهـةِ النـشـوةِ الأروعِ وعاقـرتُ فيـكَ نـداءَ الحيـاةِ **** إلى الآن ظمآن لم ينقع
فما برح الصوت ( هل من مغيث) **** يدوي ... يدوي ... ولم يُسمع
هنا في دمي نبتت كربلاء **** وأسنانها الشم لم تُقلع
وإصبعك الحر لمَّا يزل **** يدير بأهدافه إصبعي
فأحشو قناديل شعري بما **** تنور من فتحك الأنصع
وباسمك استنهض الذكريات **** الحَيِيَّاتِ من عزلة المخدع
لعل البطولة في زهوها **** بيومك, تأتي بلا برقع
فأصنع منها المعاني التي **** على غير كفيك لم تُصنع | |
|