انوار المهدي Admin
عدد الرسائل : 130 تاريخ التسجيل : 25/09/2008
| موضوع: قصة النبيه صالح بالبحرين الجمعة أكتوبر 03, 2008 5:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
الشيخ صالح النبيه يكون قبره في جزيرة (أكل) أو (سترة) جزيرة النبيه صالح حاليّاً وأخيرا عرفت به: كان النبيه صالح رحمه الله من الأفاضل التقاة وفي زمانه كان يصلي صلاة الجماعة خلف أحد علماء عصره في الجزيرة نفسها ، وكان يحضر صلاة الجماعة ويخرج ليلاً .
وفي يوم من الأيام أتت زوجته و شكته عند العالم الذي يصلي خلفه ، وقالت : ان صالح يخرج من المنزل ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث ليال من كل أسبوع ولا أعلم أين يذهب طول ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت ولا يرد على سؤالي له . فقال لها العالم خيراً فلما انتهى العالم من صلاة المغرب والعشاء استدعى الشيخ صالح واخبره بماقالت له زوجته و أنها تشتكيه عنده ، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم يرد النبيه جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معنى إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته أو أحد به ، فلما أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها : في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان بحيث يرى ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ، حتى جاء الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمير المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدا لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه أحد . ثم تقدم الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا يفوق مستوى العالم فتوقف يسمع بحثه حتى قرب وقت صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب و التهديد للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم جالس ينتظر فقال له الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح فقالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له : بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح عينه مبتهرا وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام وقال : وكيف ؟ قال : لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد …فلما صلى دعا الله وسجد سجدة الشكر ، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر هذا العالم الحزن والألم ، ودفنوه في محل قبره الآن . ونصب له العالم الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين. و على أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ، و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين وأخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف رحمه الله .
الفاتحة لروحه ولأرواح المؤمنين والمؤمنات بعدها نختم بالصلاة على محمد وآله الأطهار.
(( اقروا الفاتحــة )) | |
|